للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بل كان عمر يصلي بالناس في حياته إذا غاب، ولما دفن رضي الله عنه-وكان قد استخلفه-صعد المنبر، فخطب بالناس، ثم لم يتخلف عن الحج في سني خلافته إلى في الأولى فقط‍، وكان على القضاء علي، بل واستخلفه، وفي سنة أربع عشرة: أمر عمر رضي الله عنه بالقيام في شهر رمضان في المساجد بالمدينة، وجمعهم على أبي بن كعب، وكتب إلى الأمصار بذلك، وكذا جمع عمر الناس في قيام رمضان على سليمان بن أبي حثمة الآتي قريبا، وأقام عمر أيضا: أبا حليمة-معاذ بن الحرث-الأنصاري القاري، يصلي بالناس التراويح في رمضان، فكان يقنت، وفي التي تليها-أو التي بعدها-سار عمر رضي الله عنه لفتح بيت المقدس، واستخلف على المدينة عليّا، وفي سنة ست عشرة استخلف عليها-حين حج- زيد بن ثابت، وكذا في التي بعدها، حين اعتمر، وبنى المسجد الحرام، وأقام بمكة عشرين ليلة، وفي غيرها من حجاته، ثم في سنة ثماني عشرة: سار إلى الشام، واستخلف عليا، ثم في حجة سنة إحدى وعشرين والتي تليها معا: استخلف زيد بن ثابت، ثم في سنة ثلاث وعشرين، آخر حجاته: كان معه فيها أمهات المؤمنين رضي الله عنهم وعنهن.

قال الزهري: ما اتخذ النبي صلّى الله عليه وسلّم قاضيا-ولا أبو بكر، ولا عمر-حتى قال عمر للسائب بن يزيد، ابن أخت نمر «ولو روحت عني بعض الأمر»؟، ونقل ابن حبان وابن عبد البر: أن السائب كان على السوق أيام عمر، وسبقهما مصعب الزبيري، فقال: استعمله عمر على سوق المدينة، هو وسليمان بن أبي حثمة، وعبد الله بن مسعود، وأول من استعمل قاضيا-بعد قول عمر للسائب-عثمان، وجعل عمر على بيت المال عبد الله بن الأرقم القرشي الزهري الصحابي، لما شاهده من ائتمان النبي صلّى الله عليه وسلّم له، وكتب له، ثم لأبي بكر وعمر، وكذا استعمله عثمان على بيت المال.

وكذا كان عبد الرحمن بن عبد القاري عامر على بيت المال، وكذا كان أبو الزناد عبد الله ذكوان الفقيه حاسب أهل المدينة بحيث وفد على هشام بن عبد الملك بحساب ديوانها.

وكان أبو زيد سعد بن عبيد الأنصاري-أحد من جمع القرآن في زمنه صلّى الله عليه وسلّم-يؤم في زمنه صلّى الله عليه وسلّم وأبي بكر وعمر بمسجد قباء، فلما توفي أمر عمر مجمع بن جارية أن يصلي بهم، وأم بمسجد قباء عاصم بن سويد بن عامر بن يزيد بن جارية الأنصاري، أحد شيوخ أبي مصعب، ولما قتله-رضي الله عنه-أبو لؤلؤة اللعين غلام المغيرة بن شعبة، عند صلاة الصبح: أمر عبد الرحمن بن عوف فصلى، ثم جعل الخلافة شورى بين ستة، وأمر أن يصلي صهيب بالناس، حتى يستقر الأمر، بل هو الذي صلى على عمر.

ولما كانت آخر خطبة خطبها عثمان حصبه الناس حين جلس على المنبر، فصلّى للناس يومئذ أبو أمامة بن سهل بن حنيف الأنصاري، ثم لما حصر-مع كونه لم يتخلف عن الحج في

<<  <  ج: ص:  >  >>