ولا تبت ضيقا من فاقة عرضت … فعن قليل ترى للقبر منتقلا
وكتب عن الشمس أبي الفضائل عبد الرحمن بن البرهان، أبي المكارم أحمد بن وحيد الدين أبي البركات محمد بن النجيب أبي الفتح إسماعيل الغزنوي المحتد، الدهلوي المنشأ والمولد، الحنفي من نظمه لما لقيه حين حج بالمدينة في ذي الحجة سنة ثلاث وثلاثين وسبعمائة وترجمه، وأنه مات بمكة، وعن شيخ الشافعية بالموصل الزين أبي الحسن علي بن الحسين بن القاسم بن منصور، عرف بابن شيخ العونية بالمدينة حين حج أيضا سنة ثمان وثلاثين وترجمه أيضا، وأجاز له أرشد الدين أبو الرشاد أرشد بن أبي المعالي عبد الكبير بن محمود بن عبد الله الشريف الحسني النهاوري السرخسي ثم النيسابوري عالم ما وراء النهر. مولده سنة تسع عشرة وستمائة وتوفي سنة تسع وعشرين وسبعمائة وترجمه، وقال ابن رافع: كتب بخطه وعني بالطلب والتاريخ، وذكر لي أنه قرأ بالروايات على القصري وأنه جمع «كتاب الإعلام بمن دخل المدينة من الأعلام»، وقال الزين بن رجب في معجمه: كان حافظ وقته حسن الأخلاق، كثير العبادة حسن الملتقى للواردين، انتهى، وأذن بالمدينة الشريفة مدة بل كان رئيس المؤذنين، ورأيت من كتب: أنه كبر بالحرم المدني أكثر من خمسين سنة، وله ذيل على طبقات الشافعية لابن كثير، مفيد، وكذا رأيت بخطه مجاميع مفيدة، وحدث ببغداد والشام والقاهرة، وكذا حدث في أماكن من درب الحجاز، وكان منزله بالمدينة دار ابن مسعود ومنزل مالك بن أوس، ومما قيل فيه:
علامة الإسلام أوحد عصره … حاوي الخصال الزاهرات المشرقة
من سارت الركبان مسيمة … بصيت جلاله بين الأنام ومعرقة
وحدث، سمع منه الأئمة، ومنهم: الزين أبو بكر المراغي بقراءته وقراءة غيره، وابن أخيه الرضي أبو حامد محمد بن عبد الرحمن، وقرأ عليه الجلال الخجندي صحيح مسلم وشرح معاني الآثار للطحاوي وأربعين النووي، وشرح الأسماء الحسنى للبيهقي وشرح قصيدة ابن الفارض والبردة وألبسه جبة أبيارية وأمره بوضع شرح على البردة وبكتابة من لقيه، فامتثل ذلك، بل أخذ عنه ما لا يحصر كثرة خصوصا الجزء الذي خرجه الذهبي، وممن قرأ عليه من الحفاظ والأئمة: الزين العراقي والشهاب العرياني والزين المراغي والجمال الأسيوطي والبرهان بن جماعة والزين بن رجب والتاج السبكي والتقي بن رافع والتاج عبد الباقي بن عبد المجيد اليماني والحافظ المحب عبد الله بن أحمد بن المحب، وسمعه منه مخرجه الحافظ الذهبي والعماد بن كثير، وممن أخذ عنه: أبو عبد الله محمد بن محمد بن محمد بن مرزوق، وكذا روى عنه شيخنا أبو هريرة القبابي، وقد ذكره ابن فرحون، فقال: الشيخ العلامة خلف والده في أخلاقه وسيادته