للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وغيره، وأخذ علم الحديث عن الزين بن العراقي، والفقه عن ابن الملقن وسمع منه كثيرا، وحضر مجلس البلقيني واستفاد منه ومن الولي العراقي، وعاد لمكة في سنة تسع وتسعين، وقد برع في فنون من العلم، وفي سنة ثمانمائة: قرأ في الروضة وغيرها على الجمال بن ظهيرة، ولازمه كثيرا وانتفع به وفي التي تليها، والفقه على الأبناسي بمكة وأذن له في التدريس، وفي سنة ثلاث دخل اليمن أيضا، وأخذ بزبيد عن الشهاب أحمد بن أبي بكر الناشري وأذن له في الإفتاء والتدريس، وعاد لمكة وقد تأثل قليلا من الدنيا، ففات ذلك منه قبل وصوله اليها وتوجه إلى مصر، وبعد أن حج سنة أربع وأقبل فيها كثيرا على العلم فأخذ عن علمائها كالجلال البلقيني والولي ابن العراقي والنور علي بن قبيلة البكري، ومما أخذه عنه: المختصر الأصلي لابن الحاجب، وكان البكري خبيرا به، وأذنوا له في الإفتاء والتدريس، وكان أذن ثانيهم له بذلك: في سنة سبع وفيها حج، ثم عاد إلى القاهرة مستمرا على طريقته في ملازمة الاشتغال فتزايد فضله، وحج سنة ثمان وأقام بمكة يدرس ويفتي، ثم حج في سنة تسع، وعاد إلى القاهرة، ومنها توجه في أثناء سنة عشر إلى تونس، وأخذ عنه بها روايته قاضي الجماعة بها عيسى الغبريني، وناله بر قليل من صاحبها، وعاد إلى مصر في سنة إحدى عشرة، وفيها حج وأقام بمكة حتى حج في سنة اثنتي عشرة، وتوجه في بقيتها (أو في أوائل التي بعدها) إلى القاهرة وأقام بها، وأذن له العز بن جماعة في الإفتاء والتدريس في فنون من العلم في سنة أربع عشرة، وكان يقرأ عليه في مدة سنتين قبلها، ثم توجه فيها إلى مكة مع الحاج، وقد ولي نصف الإمامة بمقام إبراهيم عوضا عن أبي الخير أبي اليمن الطبري بعد وفاته، فصده عن المباشرة صاحب مكة السيد حسن بن عجلان الحسني، لاعتقاده في الشيخ أبي اليمن، وأقام بمكة سنة خمس عشرة وزار فيها النبي صلى الله عليه وسلّم وابن عمه عبد الله بن عباس بالطائف، وأخذ فيها (بمكة) عن الإمام حسام الدين الأبيوردي:

تأليفه في المعاني والبيان، وفي الأصول وفي شرح العضد وفي الشمسية في المنطق، وعن أبي عبد الله الوانوغي: التفسير والأصول والعربية، وكانا يثنيان عليه كثيرا بحسن فهمه وبحثه، ثم توجه بعد الحج من سنة خمس عشرة مع الركب المصري إلى القاهرة، ودخلها في محرم التي تليها، وأقام بها حتى مات، غير أنه دخل منها اسكندرية مرتين: سنة عشرين وسنة اثنتين وعشرين، ومات بعد قدومه بخمسة عشر يوما، وكان كثير النباهة في الأصلين والفقه والتفسير والعربية والمعاني والبيان والمنطق، مليح الشكالة والخصال، ذا حظ‍ من العبادة، درس بالحرم وأفتى، وكان مجيدا في الإفتاء والتدريس والفهم والكتابة سريعها، وولي الإعادة بالمدرسة المجاهدية ولم يباشرها لغيبته بمصر والإعادة بالمدرسة المجاورة لضريح الشافعي بالقرافة، وكتب بخطه أشياء كثيرة لنفسه ولغيره من أصحابه خدمة لهم، ومات يوم الخميس سادس

<<  <  ج: ص:  >  >>