بالحرمين على الصفي والرضي، وجماعة تأخر بعضهم عنه، وخرج لبعضهم، قلت:
وممن سمع منه بالمدينة أبو حفص عمر بن أحمد الخزرجي .... وأبو الحسن علي بن أيوب بن منصور المقدس (تلميذ النووي)، وإمام الصوفية الحسن بن علي بن الحسن العراقي، لقيه بالمدينة، وقرأ على الشهاب أحمد الصنعاني اليماني الشافعي، (نائب السراج الدمنهوري في قضاء المدينة) المصابيح، وسمعه بقراءة عليه، وكذا أخذ عن الجمال أبي عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري المدني بها، وبمكة الرضي إبراهيم الطبري والفخر بن محمد القسطلاني وعبد الله بن عبد الحق المحزومي، وبالمغرب ناصر الدين أبي علي منصور بن أحمد الزواوي ثم المسدالي وأبي عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن الحكيم اللخمي الأندلسي الزندي الوزير، وكذا سمع على المجد أبي الفدى إسماعيل بن محمد القرشي الحنفي، والوزير أبي بكر محمد بن أبي عبد الله محمد بن عيسى بن معتصر المومتاني (سمع منه بفاس) وأبي القاسم محمد بن إبراهيم السلمي (وكلاهما يروي عن ابن الصلاح) وأبي عبد الله محمد بن محمد الغرنوي الخطيب وأبي جعفر بن الزبير الحافظ، وبالإسكندرية من عبد الرحمن بن مخلوف بن جماعة الربعي، وسمع أيضا من الحجار والنجم سليمان بن عبد القوي الطوفي الحنبلي والعز أحمد بن عمر بن فرج القاروني العراقي والمحب محمد بن عمر بن محمد الفهري، وكتب عن الخطيب البهاء محمد بن عبد الله بن أحمد بن عبد الله الطبري من نظمه، وأجاز له من بغداد محمد بن عبد المحسن بن الروالبي، قال: وكان ذا عناية كبيرة بهذا الشأن، غير أنه لم يكن فيه نجيبا، لأن له تعاليق مشتملة على أوهام فاحشة، وله مجاميع كثيرة وإلمام بالأدب وحظ وافر من الخير، وقد حدثنا عنه غير واحد من شيوخنا، وجاور سنين كثيرة بالحرمين بالمدينة، مات وهو في اثني عشر الثمانين لأنه ولد سنة أربع وستين كما قرأته بخط الذهبي وترجمه بنزيل مكة … انتهى، وحينئذ فصح قول القطب تخمينا وإثبات سعاد ممن أثبته في نسبه، وكذا ذكره ابن خطيب الناصرية في آخرين-وقال بعضهم بأن مولده بأقشهر قونيه في حادي عشر جمادي الأولى سنة ست وستين وستمائة، وقال ابن فرحون: إنه كان من شيوخ الوقت والأئمة الكبار في العلم والعمل ومعرفة الحديث والرجال، ارتحل إلى المغرب في حال شبوبيته وأدرك رجالا من أعيان المغاربة والأندلسيين وعلمائهم، فأخذ عنهم واشتغل عليهم، وطالت إقامته فيهم، حتى كان الذي يجتمع به لا يشك أنه مغربي الأصل لملابسته إياهم، وكان قد يسر الله عليه تدوين الحديث والعلم، فلا تسأله عن شيء من علم الحديث ورجاله إلا وجدت عنده منه طرفا جيدا وحفظا حسنا، صنف تصانيف كثيرة واختصر مطولات كثيرة، وتردد إلى مكة والمدينة ثم أقام في المدينة في آخر مدته، ويزوج بها سيبة فولدت له اثنتين سماهما طابة وطيبة وسر بهما في آخر عمره، ثم أنهما توفيتا