والفوائد والتصانيف والرئاسة وصحبة الملوك، وصحبة الرعية له، لما اشتمل عليه من المحاسن والعلوم، ثم سلط عليه أعداء حساد، فامتحن بهم، ثم نجاه الله من كيدهم، وحصلت له أسوة بالخيار من السلف الصالح، كان قدم المدينة قبل أن يبلغ مع أبيه في سنة خمس وعشرين وسبعمائة فاشتغل بالعلم، ثم رجعا إلى بلادهما، ثم عاد إليها، فأقام الأب ورجع هذا، قال: وقد انتفعنا بأبي عبد الله من بعد أبيه حفظه الله ورده إلى ما كان أبوه عليه من الانقطاع عن الناس والعزلة عن الخلق، فهو وإن كان على خير فحال أبيه أكمل وأقرب إلى السلامة في الدنيا والآخرة … انتهى، وقد ذكره شيخنا في درره فقال: ولد بتلمسان سنة إحدى عشرة وسبعمائة، وسمع بها من أبي بدر بن أبي عبد الله ابن الإمام، وأخيه أبي موسم، وحج في سنة ست وثلاثين فلقي بالمدينة جماعة حمل عنهم كالزبير الأسواني وعبد الله بن محمد بن فرحون، وخطيبهما الحسن بن علي بن إسماعيل الواسطي، والجمال محمد بن أحمد بن خلف المطري وأحمد بن محمد الصنعاني (نائب الحكم)، والشرف محمد بن محمد الأميوطي (الحاكم بها)، ومثقال المعيثي وموسى بن سلامة الشافعي المصري الخطيب وأبي البركات أيمن التونسي الشاعر، وأبي فارس عبد الوارث بن عبد الواحد بن أبي زكنون التونسي وغيرهم، وأخذ بمكة عن عيسى بن عبد الله الحجي، والزبير أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله الطبري، والفخر عثمان التوزري، والنجم محمد بن الجمال عبد الله بن المحب الطبري، والجلال محمد أحمد بن الأقشهري وغيرهم، وبمصر من يونس الديوسي وصالح الأسنوي والقطب الحلبي والبدر الفارقي والجلال القزويني والشهاب أحمد بن منصور الجوهري ويحيى بن المصري وأحمد بن محمد الحلبي وابن سيد الناس وأبي حيان والتقي الأكفاني وأحمد بن أبي بكر بن طي الزبيري ومحمد بن كشتغدي ومحمد بن غالي وأحمد بن عبيد الأسعردي والوادياشي والتاج التبريزي وعبد القادر بن الملوك وغيرهم، وبالقدس من علي بن أيوب بن منصور القبسي، وبالخليل من إبراهيم بن عمر الجعبري، وبدمشق من الشمس بن السلم قاضي الحنابلة والبرهان الرازي، وبإسكندرية من أحمد بن محمد المرادي العساب، وعن القضاة ابن المنير، وبطرابلس المغرب من الخطيب الرندي وأبي عبد الرفيع، وبتونس من ابن عبد السلام والإمام بجامع الزيتونة هارون بن التلمساني والحافظ يحيى بن محمد بن يحيى بن عصفور، ويبجايه والزاب وبلاد الجريد وتلمسان، وقد جمع أسماء شيوخه في تصنيف سماه عجالة المستوفي، وكانت رحلته مع أبيه، وقال ابن الخطيب (بعد أن وصفه:
باللطف والنزاهة والوقار مع الدعابة والقصب لأصحابه وإخوانه، ومعرفة الصحبة للملوك والهدى إلى أخلاقهم واستجلاب مودتهم): إنه شارك في فنون كثيرة من أصول وفروع متسع الرواية كثير السداد .... فارس المنير، ولما عاد إلى المغرب اشتمل على