وبلوغ المراد في تخميس بانت سعاد وقصيدة تتضمن قراءة يزيد بن القعقاع المدني ويعقوب الحضرمي، واختيار خلف الأسدي على وزن الشاطبية وقافيتها، وجعلها بين بيوتها حيث أدخل كل شيء مع ما يناسبه، وصارت كالتسميط بين أبيات الشاطبية، وتسمى نظم التتمة في القراءات العشر وشرحها باختصار، إلى غير ذلك، وممن أخذ عنه أبو الفرج المراغي، وقرأ عليه التقي بن فهد تخميسه للبردة، وقصيدة من نظمه طويلة، أولها:
يا .... الزهاق أين تروموا … هذه زمزم وهذا الحطيم
وأخرى في مدح الكعبة وسيد المرسلين، مع الشكوى لانقطاع وفد العراق أولها:
ساجعات مع نسيمات الصبا …
وله قصيدة دون أربعين بيتا فيما وقع من النهب بالمدينة النبوية ورثائها فيها أهلها أولها:
يا مدمعي سخ من فوقه الثرى سحبا … على مدينة خير الخلق وانتحبا
فقد غزتها من النواب طائفة … يقودها سفر أشرافها زغبا
. حرما فيه الرسول ثوى … ولأرني ربوة فيها بنا وربا
يقول فيها:
المنان والملك السلطان نصرتنا … الأشرف الشرف الأعلى على رتبا
وأخرى في مدح الكعبة أولها:
يا كعبة .... ساقتك معانيكي … إلى جمالك وشاقتني مغانيك
يا كعبة أوجب الله الطواف بها … ما ضل من ظل يسعى في مساعيكي
على صفاك صفا قلبي ومروتكي … لما دعانا لناديكي مناديكي
من عالم … قد نوديت قلت بلى … لبيك لبيك من توفيق باريكي
وهي طويلة، وقد قرأ عليه كل ما أشرت إليه من نظمه صاحبنا الشمس محمد بن الشيخ علي بواب سعيد السعداء حين لقيه في حجة رحمهما الله وإيانا، وهو من أنباء شيخنا باختصار مع سهو في نسبه، فقال: محمد بن عبد الله بن عبد القادر، الشيخ نجم الدين الواسطي السكاكيني، يقال: إنه قرأ على … ومهر في القراءات والنظم والفقه، يقال: إنه قرأ الحاوي ثلاثين مرة، وله شرح على المنهاج الأصلي، ونظم بقية القراءات العشر بأكمله للشاطبي وعلى طريقته، حتى يغلب على جامعه نظم الشاطبي،