ثم انتزعها في صفر سنة سبع وعشرين وسبعمائة عمهما أبو مزروع ودي بن جماز، وتوجه لمصر طمعا في الاستمرار به، فاعتقل بها، واستمر طفيل أميرا، أزيد من ثمان سنين بأيام، فوليها ودي في شوال سنة ست وثلاثين وسبعمائة، ثم عاد طفيل عنوة سنة ثلاث وأربعين، واستمر أميرا، حتى صرف سنة خمسين، فخرج عنها بعد نهب أصحابه لها، وقصد مصر، فاعتقل بها حتى مات معتقلا في شوال سنة اثنتين وخمسين.
وكان الذي استقر بعد عزله سعد بن ثابت بن جماز بن شيحة، ودخل المدينة في ذي الحجة سنة خمسين، ثم مات في ربيع الآخر سنة اثنتين وخمسين فاستقر ابن عمه فضل بن قاسم بن قاسم بن جماز، وأكمل الخندق الذي كان ابتدأ به سعد حول السور، ثم بعد موته تولى مانع بن علي بن مسعود بن جماز.
ثم انفصل بالجماز بن منصور بن جماز بن شيحة في ربيع الأول سنة تسع وخمسين، فلم تتم السنة حتى قتل، واستقر بعده أخوه عطية، وجيء له بالتقليد والخلعة في ربيع الآخر من التي تليها، ثم انفصل بابن أخيه هبة بن جماز بن منصور، في سنة ثلاث وسبعين، ثم أمسك بمكة، وأعيد عطية سنة اثنتين وثمانين، ثم ماتا في التي تليها، فاستقر ابنه جماز بن هبة بن جماز، ووصلها في ذي القعدة منها إلى أن أشرك معه ابن عم أبيه محمد بن عطية بن منصور في سنة خمس وثمانين، ثم تغلب جماز، بحيث انفرد بها، ثم عزل في سنة سبع وثمانين بن محمد بن عطية، شريكه قبل، فلم يلبث أن مات في أحد الجمادين من التي تليها، فأعيد جماز، ثم انفصل في أحد الربيعين سنة تسع بثابت بن نعير بن منصور بن جماز، فدام إلى صفر سنة خمس وثمانمائة، فأعيد جماز بعد اعتقاله بالإسكندرية نحو ست سنين، ودخلها في جمادي الثانية منها.
ثم انفصل في ربيع الأول سنة إحدى عشرة بثابت بن نعير بسؤال صاحب مكة، الشريف حسين بن عجلان للناصر فرج في عوده، وحينئذ أضيف إليه النظر على إمرتي المدينة وينبع وسائر الحجاز، ولم يصل التوقيع بذلك إلا بعد موت ثابت، ففوضها صاحب مكة لأخي المتوفى عجلان بن نعير، أبي زوجته موزة، بل جاء توقيعه بذلك، بشرط رضى الشريف حسن، ثم صرفه بسليمان بن هبة جماز بن منصور أخي جماز، فقبض عليه لسوء سيرته، في أواخر ذي الحجة سنة خمس عشرة وثمانمائة.
وقرر أمير الحاج حينئذ يلبغا المظفري ابن أخيه غرير-بمعجمة مضمومة وراءين-بن هيازع بن هبة جماز، وحمل سليمان وأخاه محمدا فسجنا بمصر، حتى مات سليمان في السجن سنة سبع عشرة، واستمر غرير إلى أن هرب في ذي الحجة سنة تسع عشرة، خوفا من