وعاد عجلان إلى الإمرة، ثم عزل بغرير في أواخر ذي الحجة سنة إحدى وعشرين، ثم عزل في ذي الحجة سنة أربع وعشرين بعجلان بن نعير، وحمل غرير للقاهرة، فحسن بها، ولم يلبث أن مات في أوائل التي تليها، ثم صرف بمانع بن علي بن عطية بن منصور في أثناء سنة إحدى وثلاثين، واستمر إلى أن قتل في سنة تسع وثلاثين، فاستقر ابنه أميان، فعزل في أواخر سنة اثنتين وأربعين ابن غرير إلى أن مات، فولي-باجتماع المدنيين-عمه ونائبه حيدرة بن دوغان بن هبة في ربيع الآخر سنة ست وأربعين، فقتل في رمضانها، واستقر يونس بن كبش بن جماز باتفاق من أهل المدينة وأمير الترك المقيم بها، ثم انفصل في المحرم من التي تليها بضيغم بن خشرم بن نجاد بن نعير بن منصور بن جماز، ثم أعيد في سنة خمسين أميان، فدام نحو ثلاث سنين، ثم مات، فولي زبيري بن قيس بن ثابت بن نعير بن منصور سنة أربع وخمسين، ثم عزل في سنة خمس وستين بزهير بن سليمان بن هبة بن جماز بن منصور، ثم عزل في سنة تسع وستين-تقريبا-بضيغم بن حشرم بن نجاد أخي ضيغم ثم صرف بعد أربعة أشهر، وأعيد زهير، فدام إلى سنة أربع وسبعين تقريبا، فمات، فأعيد ضيغم، واستمر إلى أن قتل الزكوي بن صالح أواخر سنة اثنتين وثمانين، فلم يواجه ضيغم أمير الحاج المصري.
وقدم الشريف محمد بن بركات المدينة في أثناء التي تليها في طلبته، فما تهيأ له فترك بالمدينة عسكرا والشريف قسيطل بن زهير بن سليمان وأقاربه من آل جماز وكاتب بذلك، فجاءت المراسم بولاية قسيطل إلى أن فوض أمر الحجاز-المدينة وغيرها-لصاحب مكة، فأعاد زبيري-بعد استشارة المدنيين-في أحد الجمادين سنة سبع وثمانين إلى أن مات في رمضان من التي تليها، فاستقر صاحب الحجاز بابن المتوفى حسن، ودام إلى أن اقتحم القبة، كما تقدم، فاستقر بفارس بن شامان بن زهير بن زيان بن منصور بن جماز بن شيحة الحسيني، وفي جده منصور تجمع آل منصور، وآل عمار، وآل زيان، وغيرهم وهو ابن خال صاحب الحجاز، وزوج ابنته حزيمة، ووصلها في رجب سنة إحدى وتسعمائة، فأحسن السيرة، وقمع الرافضة، بعد استخلاصه من الأموال المأخوذة جملة، وتأدب مع أهل السنة، ولما قدمت- وهو بها-أكرمني، بل كنت أشهد فيه لوائح الإمرة قبل ذلك حين كنت في تلك المجاورة بها، فالله تعالى يبارك فيه ويسعده وإيانا بصاحب الحجاز وبينه، فهو الجمال حسنا ومعنى، والجمال للأثقال إحسانا وحسنا.