وترتيب المسانيد» في الأحكام، واختصره. وشرح منه قطعة نحو مجلد لطيف، وكذا أكمل شرح الترمذي لابن سيد الناس، فكتب منه تسع مجلدات ولم يكمله أيضا، وفي الفقه «الاستعاذة بالواحد من إقامة جمعيتين في مكان واحد»، و «تاريخ تحريم الربا» و «تكملة شرح المهذب» للنووي، بني على كتابة شيخه السبكي، فكتب أماكن، واستدرك على «المهمات» للأسنوي، وسماه «تتمات المهمات»، وفي الأصول: نظم «منهاج» البيضاوي، إلى غير ذلك مما عندي منه الكثير من المختصرات، وسمي ولده-في ترجمته التي أفردها-منها جملة، ومن الغريب قول البرهان الحلبي: إنه خرج لنفسه معجما وما وقف شيخنا عليه، وكذا ما وقفت أنا عليه، وولي التدريس للمحدثين بأماكن، منها: دار الحديث الكاملية والظاهرية القديمة والقراسنقرية وجامع ابن طولون وللفقهاء الفاضلية وغيرها لهما، وحج مرارا، وجاور بالحرمين، وحدث فيهما بالكثير، بل وأملى عشارياته بالمدينة، وسافر مرة للحج في ربيع الأول سنة ثمان وستين، وهو وجميع عياله ومنهم ولده الولي أبو زرعة وابن عمه البرهان أبو إسحاق ابراهيم بن محمد بن الحسين، فرافقهم الشهاب بن النقيب وبدأوا بالمدينة، فأقاموا بها عدة أشهر ثم خرجوا إلى مكة، وكتب الشهاب حينئذ ألفيته الحديثية بخطه وحضر تدريسها عنده، وولي قضاء المدينة النبوية وخطابتها وإمامتها في ثاني عشر جمادي الأولى سنة ثمان وثمانين بعد صرف المحب أحمد بن أبي الفضل محمد بن أحمد بن عبد العزيز النويري، ونقله لقضاء مكة، واستقر-عوض صاحب الترجمة في تدريس الحديث بالكاملية-السراج بن الملقن، مع كونه كان قد استناب ولده وفيه، ولكن قدم المذكور لشيخوخته، ونازعه الولي في ذلك وأطال التكلم إلى أن كفه البلقيني والإبناسي بتوسل السراج بهما في ذلك، ثم صرف الزين عن القضاء وما معه بعد مضي ثلاث سنين وخمسة أشهر وذلك في ثالث عشر شوال سنة إحدى وتسعين-بالشهاب أحمد بن محمد بن عمر الدمشقي السلاوي، وكان في أيام ولايته بالمدينة أحيى سنة متروكة، وهي: أن أهل مكة كانوا يصلون من التراويح في رمضان أربع ركعات، ثم يطوفون أسبوعا ثم يعاودون الطواف، حتى يستكلموا من الصلاة عشرين ركعة، ومن الطواف أربع أسابيع، وكان أهل المدينة النبوية يصلون التراويح ستا وثلاثين ركعة منها ست عشرة ركعة عوض الأربعة الأسابيع التي كان أهل مكة يطوفونها في خلال صلاتهم التراويح، ثم يوترون، فكان الزين العراقي يصلي التراويح بالناس عقب صلاة العشاء عشرين ركعة، ويوتر بثلاث، فإذا كان آخر الليل صلّى بالناس ست عشرة ركعة، واقتدى به في ذلك الأئمة بالحرم النبوي إلى تاريخه، وشرع في الإملاء بالقاهرة من سنة خمس وتسعين، فأملى أربعمائة مجلس وستة عشر مجلسا، فأولا: أشياء نثريات، ثم تخريج أربعين النووي، ثم مستخرجا على مستدرك الحاكم، كتب منه قدر مجلدة إلى