للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قاضي عجلون بعض تصحيح المنهاج وعلى الشمس البامي قطعة من شرح البهجة مع حضور تقاسيمه في المنهاج، وعلى الزين زكريا شرح المنهاج الأصلي للأسنائي وشرحه على منظومة ابن الهائم في الفرائض، وعلى الشمس الشرواني شرح عقائد النسفي للتفتازاني، بل سمعه عليه ثانية، وغالب شرح الطوالع للأصفهاني وسمع عليه الآلهيات بحثا بمكة، وقطعة من الكشاف، وغالب مختصر سعد الدين على التخليص وشيئا من المطول، ومن العضد شرح ابن الحاجب ومن شرح المنهاج الأصلي للسيد العبري، وغير ذلك، وحضر عند العلمي البلقيني من دروسه في قطعة الأسنائي، وعند الكمال (إمام الكاملية) درسا وألبسه الخرقة ولقنه الذكر، وقرأ في سنة إحدى وستين عمدة الأحكام بحثا على السعد بن الديري، وأذن له في التدريس هو والبامي والجوجري، وفيه وفي الإفتاء الشهاب الشارساحي، بعد امتحانه له في مسائل ومذاكرته معه، وفيهما أيضا زكريا وكذا المحلي والمناوي، وعظم اختصاصه بهما وتزايد مع ثانيهما بحيث خطبه لتزويج سبطته الشريفة ابنة أحمد المصري الصبار، وقرره معيدا في الحديث بجامع ابن طولون، وفي الفقه بالصالحية وفي غيرهما من الوظائف والمرتبات وأسكنه قاعة القضاء بها، وعرض عليه النيابة فأبى، ثم فوض إليه عند ربوعه مرة إلى بلده مع القضاء جل النظر في أمر النواب بالصعيد وصرف غير المتأهل منهم، فما عمل بجميعه، وأخذ عن العز عبد العزيز الوفائي في الميقات وغيره، وكان يجيء إليه للخلوة التي ينزل فيها بالمؤيدية للقراءة، ثم إنه استوطن القاهرة مع توجهه لزيارة أهله أحيانا، ووقع في خاطره الإعراض عن تلك الجهات التي تقرر فيها بشيء قام في نفسه، وأنه لا يلجئه إليه إلا الزوجة فيفارقها، هذا مع كونه كان قد تكدر من شيخه بنفسه والشمس الجوجري عرض تزوجه بها وآخر الإجابة لاستيدان به وقدر أنه سافر إليه وكلمه فيه، فلم … ولا صرح بالمنع، وسافر على ذلك فما وصل حتى جاءه العلم بوفاته، فرجع فضم ما حصل له من ميراثه، وهو مائة وخمسون دينارا سوى الكتب وغيرها، فلما عاد أخذ الجوجري في التكلم معه وهو يبالغ في الاعتذار والعجز إلى أن ذعن ودفع له ثلث الميراث، وقام القاضي بالرلهمة فكان مصروفها زيادة على مائة، ودخل بها ولم ير إلا خيرا، بل كان القاضي يحضه على عدم الاتساع، هذا مع أنه كان يريد ما تأخر من الميراث فيربح فيه ما يوازي كلفة فأكثر من غير قطع بذلك عن التوجه للعلم، وله في ذلك عناية ربانية، ولما حضر لشيخه بعد ما وقع في خاطره، قال له يوما: يا فلان الشخص إذا أقبل على الله يقبل الناس عليه أولا ثم ينحرفون ويأذونه، لأن سنة الله في عباده قد جرت بابتلائهم واختبارهم تطهيرا لهم من السكون إلى القلق وتخليصا لهم من الالتجاء بغير الحق، قال تعالى: {أَحَسِبَ النّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ، وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكاذِبِينَ} ثم

<<  <  ج: ص:  >  >>