للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بمكان لم يلحقهما في علمهما وعملهما مثلهما، فكانا رفيقان البحث المتين معه فيظهر عليهما بذهن ثاقب وحفظ‍ متين، وله تواليف مفيدة في العربية والحديث واللغة والتصوف، وديوان كبير في مدح النبي صلى الله عليه وسلّم ومدح غيره، ويذكره في مجلدات مشتملة على فوائد وغرائب، وكان السراج الدمنهوري يقول للطلبة: إذا حضر الفقيه زين الدين فأحضروا معكم الدواة والورق حتى تفيدوا من فوائده، ومن أشعاره واستشهاداته، فكان كذلك وناهيك بهذا من السراج، وكان له ميعاد وعظ‍ بقراءة في كل جمعة بعد الصلاة على كرسي عال بالروضة، بصوت حسن وأداء حسن، بحيث لا يمل السامع من قراءته، بل يتلذذ بإطالته ووعظه من كلام ابن الجوزي في التبصرة، فكان بعض الناس يقول: عاش ابن الجوزي للناس، وكان هو أول من اتعظ‍ بغيره وانتفع بوعظه، فإنه صار يلازم الصيام ويسرده، ويقوم من الليل أكثره، ورقت نفسه ودرت دمعته كأنه علم بقرب الأجل، فبادر للعمل حتى كان يقول: والله ندمت على ما أفنيت فيه عمري من الاشتغال بعلم الأدب يا ليته كان في الكتاب والسنة، قال: وكان يراني فوق ما يرى الولد الوالد في التعظيم والحياء والإكرام، وأما الغيرة عليّ والانتصار لي والاهتمام بحالي وما يعرض لي من عدو يشنأني فلا يوصف قدرة ......... وبل بالرحمة قبره، وأرخه الحسيني في ذيل العبر ..... ، وكانت ببلوغ الخبر قد اتفق أخوه وأبوه على ...... ، ووصفه الحسيني بالمحدث المفيد الزاهد، وتبعه ..... برجب الزين العراقي في وفياته وقال: كان أحد فضلاء المدينة في الحديث وكتب الطباق، وسمع على الرضي الطبري في آخرين، وحدث، وقال المجد: سبق الأقران في علوم العربية والفنون الأدبية وبذ كل مجتهد في العلم معاني وسبقهم في اللغة والنحو والبيان والمعاني مع ما حوى من علم الفقه والأصول، وروى من السنن، وأحاديث الرسول، فصنف وأفاد وألف وجاد، ووضع في الحديث والتصوف واللغة جملة من الكتب الجياد، وله ديوان شعر أكثره في مدح سيد المرسلين صلّى الله عليه وسلّم وعلى آله وصحبه الأكرمين، كان يحضر درسه أكابر الفقهاء المالكية فيثنون على درسه بالثناء الخيار، وكل منهم إلى معاودته وحضور درسه يرغب ويميل، وله ميعاد وعظة بعد صلاة الجمعة يقعد في الروضة على كرسي عال، ويعظ‍ بأداء غريب وصوت مطرب لا يهتدي إلى سامعه الملال وإن أطنب وأطال، بل كلما زاد إطنابا زادوا إطرابا وكلما أكثر إغرابا ازداد الحاضرون إعرابا، حسن حاله وكلف به كل قلب واجبة، وأصبحت كل نفس تهوى وعظه صبة، حتى كأنه سلب ابن الجوزي لبه، وكان رحمه الله أول من اتعظ‍ بمقاله فصار يجتهد في ..... يسرد الصيام ويقوم الليل والناس نيام ويتحسر على ما أذهبه في علم الأدب من الأيام ويقول: ياليته صرف العمر أجمع في الكتاب والسنة وأخبار الصحابة الكرام، ورأيت بخطه الاكتفاء ...... فرغه في شوال سنة

<<  <  ج: ص:  >  >>