للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فاشهدوا لكي بكل خير ويسر … عند ربي ومبدئي ومعيدي

وله في الغزل:

وكم رمت كتم الحب عمن أحبه … وكيف بكتم الحب عن ساكن القلب؟

إذا أصلح السر المصون بخاطري … تقلب مني القلب جنبا إلى جنب

فيبدو ولا تبدو سرائر لوعتي … وتخفي، ولا تخفي وفي الحال ما ينبي

وله في النخل، وقد رآه مجدودا:

أنظر إلى النخل، وأعناقها … قد جردت من ثمرها الزاهي

مثل عروس تم أسبوعها … فجردت من حليها الباهي

ما زينها إلا عراجينها … وكلها من حكمة الله

وله:

مالي أجيء إلى الزيارة دائما … فيقال لي: سر، إنه مشغولا

حتى لقد حدثت نفسي أنني … فيما يقول القائلون الغول

رأيت بعد وفاته في النوم، وقد تحققت موته، فقلت له: أخبرني، يا أبا البركات ما صنع الله بك؟ فرأيته كأنه كره مني العلم بموته، فتغير عند ذلك، فقلت له: بالله عليك أخبرني، فقال لي: والله ما لقيت من الله إلا خيرا، فقلت له: والله لابد، وكان في ذهني ما كان يحكيه من حاله في أيام شبوبيته، وما كان فيه من التخليط‍ الذي نحن فيه من قراءة الأسباع، والربعات، والدروس، وتناول الصرر، وقلت: إن من حاله كذلك، لا يسلم من تبعة، ولو بالسؤال عن ذلك؟، فقال لي: والله لا شيء، فأعدت عليه ثلاث مرات، فقبض على شيء يسير من جلد ظاهر كفه بأسنانه فقال: والله ولا مثل هذا، فأوقع الله في ذهني أنه في دار الحق، وأنه لم يقل إلا حقا، فبكيت، وأردت أن أسأله عن حاله، ثم أنسيت، وقلت له: أنت صاحبي، فلا تنسني، واشفع لي، مات في سنة أربع وثلاثين وسبعمائة، ومولده سنة تسع وخمسين وستمائة، وذكره المجد، فقال: من الأدباء البارعين، والفضلاء الفارعين، والعلماء العاملين، والكبراء الكاملين، كان أعجوبة وقته في الفطانة والفكاهة، وسرعة الجواب الحسن، على البداهة، وإيراد الحكايات المطرفة، وإسناد الروايات الغربية المتحفة، يقضي المجلس بلوامع الأدب وبأرقيته العجيبة، ولا يخطر ببال جليسه مباعدته ومفارقته، كان يخبره أنه رأى سيدنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في المنام، فأنشده بعض قصائده، فبصق النبي صلّى الله عليه وسلّم في فيه، وقال له: لافض فوك، ومن صفات هذه الرؤيا أنه نيف عن السبعين، وأسنانه ألمع وأجمع من ابن عشرين، لم تسقط‍ إلى أن تمت له مائة سنة، وأجيبت فيه دعوة مشرع الفرض

<<  <  ج: ص:  >  >>