بالمدينة على يد عيسى بن موسى ابن أخي المنصور، وولي عهده.
ثم ولي المنصور الإمرة لعثمان بن محمد بن خالد بن الزبير، والمساعي للحكم، والقضاء لعبد العزيز أخيه ابني المطلب بن عبد الله بن حنطب المخزومي، كذا ولاه ابنه المهدي القضاء، وولى المنصور الشرط لأبي القلمس عثمان بن عبد الله بن عبد الله بن عمر بن عبد الرحمن بن المسور بن مخرمة الزهري المخزومي، واستعمل المنصور على الحرمين أخاه عيسى، بعد قتل عثمان بن نهيك، وذلك بالهاشمية، وحج المنصور بالناس سنة ست وثلاثين قبل خلافته، ثم كثيرا من سنيها سنة أربعين ومائة، ثم أربع وأربعين، ثم سبع وأربعين، ثم اثنين وخمسين، ثم رامه سنة ثمان وخمسين فحالت المنية دونه، وهو ببئر ميمونة، ظاهر مكة.
وكذا حج المهدي بالناس سنة ستين، ثم سنة أربع وستين، وأنفق في الأولى بالحرمين-فيما قيل-ثلاثين ألف درهم، وثلاثمائة ألف دينار، ومائتي ألف درهم، ومائة وخمسين ألف ثوب.
وحج ابنه الرشيد بالناس تسع حجج متفرقة: سنة سبعين ومائة، وثلاث وسبعين، واثنين بعدها، ثم سبع وسبعين وتسع وسبعين، ثم إحدى وست وثمان وثلاثتها-بعد الثمانين-وفرق في بعضها بالحرمين أموالا جمة، وهو آخر خليفة حج من العراق.
وممن ولي قضاء المدينة-سوى من ذكر-رباح بن عبد الرحمن بن أبي سفيان بن حويطب القرشي العامري التابعي، وإبراهيم بن عبد الله بن قريم الأنصاري، وسعيد بن سليمان بن نوفل بن مساحق، وأبو بكر ابن نافع مولى ابن عمر، وإبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، وكذا أبوه، وهما تابعيان، وكانا من قضاة العدل، وسعد يقضي في المسجد، وكذا ولي قضاءها من التابعين سعيد بن الحارث بن المعلي، وكان قاضي الحرمين: أبو محمد عبد الله بن أبي المعالي يحيى بن عبد الرحمن الشيباني الطبري موجودا سنة خمس وستمائة، ووصف أيضا بابن القاضي.
وولي بعض أمراء المدينة-في زمن مالك-خيثم بن عراك بن مالك الغفاري، فأنكر ذلك مالك، فعزله.
وولي خراج المدينة وحسبتها سليمان بن بلال أبو أيوب الحافظ، أحد شيوخ العقبيين، بل أحد شيوخ مالك.
وكان الأمير في زمن المهدي-كما تقدم-جعفر بن سليمان، وكذا عمر بن عبد العزيز بن