للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عبارة عن الموتة التي لا تكون بعدها موتة، وأورشليم الجديدة عبارة عن مكة المعظمة على بادىء الرأي، لقوله: النازلة من السماء لأن أهل الإسلام قد ذهبوا إلى أن قوله أم القرى ومن حولها يفيد العموم، وقالوا: إن الحجر الأسود كان قد نزل من السماء أشد بياضاً من اللبن فسودته خطايا بني آدم، وقد رواه الترمذي وصححه، فيكون قوله: أورشليم الجديدة النازلة من السماء كناية عن مكة، وهذا من قبيل إقامة الظرف مقام المظروف، وهي في جزيرة العرب قريبة من ساحل البحر الأحمر في مجاري طول ٤٠ درجة من الطول الجديد وعرض ٢٠ درجة من الشمال.

وفي سفر الرؤيا: ورأيت سماء جديدة وأرضاً جديدة لأن السماء الأولى والأرض الأولى قد جازتا، والبحر لن يوجد بعد، وأنا يوحنا رأيت المدينة المقدسة أورشليم الجديدة، نازلة من السماء، مهيأة كعروس مزينة لزوجها انتهى.

وهذا من أجل البشارات الدالة على نبوته صلى الله عليه وسلم، لأن جدة الأرض والسماء تدل على تحول الأحوال، وتبدل الأمثال، وإلا فلا معنى لزوالهما قبل يوم القيامة، ولا معنى لوجود غيرهما وأما البحر فإنه قد كنى به عن الضلال الذي كان يعرض في ذلك الزمان من بعض كهنة اليهود، فإنهم لم يزالوا يدعون النبوة بالكذب وهم أول من خاض في ذلك البحر. وقوله: كالعروس الخ بيان لحسن انتظام مكة شرفها الله وزوجها هو رب الجنود صلى الله عليه وسلم.

وفي أشعيا: وستخرج من قنس الأسى عصى، وينبت من عروقه غصن وستستقر عليه روح الرب أعني روح الحكمة والمعرفة والروح الشورى والعدل وروح العلم وخشية الله وتجعله ذا فكرة وقادة مستقيماً في خشية الرب فلا يقضي بمحاباة الوجوه ولا يدين بمجرد السمع. انتهى. وهذه صفات رب

<<  <  ج: ص:  >  >>