للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(وأعوذ بك رب أن يحضرون) أمره الله سبحانه أن يتعوذ بالله من حضور الشياطين بعد ما أمره أن يتعوذ من همزاتهم؛ وأُعيد كل من العامل والنداء مبالغة ولزيادة اعتناء بهذه الاستعاذة، والمعنى وأعوذ بك أن يكونوا معي في حال من الأحوال فإنهم إذا حضروا الإنسان لم يكن عمل إلا الوسوسة، والإغراء على الشر، والصرف عن الخير، وفي قراءة أُبيّ " وقل رب عائذاً بك ".

وأخرج أحمد وأبو داود والترمذي وحسنه والنسائي والبيهقي، عن عمرو ابن شعيب عن أبيه عن جده قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا كلمات نقولهن عند النوم من الفزع: " بسم الله أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه وعقابه وشر عباده، ومن همزات الشياطين وأن يحضرون " قال: فكان ابن عمرو يعلمها من بلغ من أولاده أن يقولها عند نومه، ومن كان منهم صغيراً - لا يغفل أن يحفظها كتبها له، فعلقها في عنقها (١) وفي إسناده محمد ابن إسحاق وفيه مقال معروف وأخرج أحمد عن الوليد بن الوليد أنه قال: يا رسول الله إني أجد وحشة قال: " إذا أخذت مضجعك فقل أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه وعقابه وشر عباده ومن همزات الشياطين وأن يحضرون،


(١) أبو داوود كتاب الطب ١٩ - الترمذي كتاب الدعوات ٩٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>