(ولقد أرسلنا إلى ثمود أخاهم صالحاً) اللام هي الموطئة للقسم وهذه القصة من جملة بيان قوله: وإنك لتلقى القرآن من لدن حكيم عليم. وثمود هو أبو القبيلة التي منها خرج صالح، فهو جده. والمراد به هنا نفس القبيلة وتسمى عاداً الثانية، وأما عاد الأولى فهم قوم هود، وتقدم أن بينهما مائة سنة، وعاش صالح مائتين وثمانين سنة (أن اعبدوا الله) أن هي المفسرة أو المصدرية أي بأن اعبدوا الله ووحدوه.
(فإذا هم فريقان يختصمون) إذا، هي الفجائية أي ففاجأ إرساله التفرق والاختصام، والمراد بالفريقين: المؤمنون منهم والكافرون، ومعنى الاختصام: أتا كل فريق يخاصم على ما هو فيه، ويزعم أن الحق معه، وقيل: إن الخصومة بينهم في صالح، هل هو مرسل؟ أم لا؟ وقال أحد الفريقين: صالح، والآخر: جميع قومه، وهو ضعيف، وقد تقدم حكاية اختصام الفريقين في سورة الأعراف، في قوله: قال الملأ الذين استكبروا من قومه للذين استضعفوا لمن آمن منهم الآية.