(ومن الناس من يعبد الله على حرف) هذا بيان لشقاق أهل الشقاق. قال أكثر المفسرين الحرف الشك. وأصله من حرف الشيء أي طرفه. مثل حرف الجبل والحائط فإن القائم عليه غير مستقر. والذي يعبد الله على حرف قلق في دينه على غير ثبات وطمأنينة كالذي هو على حرف الجبل ونحوه يضطرب اضطراباً ويضعف قيامه. فقيل للشاك في دينه إنه يعبد الله على حرف. أي متزلزلاً لأنه على غير يقين من وعده ووعيده بخلاف المؤمن لأنه يعبده على يقين وبصيرة فلم يكن على حرف. ففي الآية استعارة تمثيلية.
وقيل الحرف الشرط. والشرط هو قوله:(فإن أصابه خير) دنيوي من رخاء وصحة وعافية وسلامة وخصب وكثرة مال (اطمأنّ به) أي ثبت على دينه واستمر على عبادته أو اطمأن قلبه بذلك الخير الذي أصابه وسكن إليه (وإن أصابته فتنة) أي شيء يفتتن به من مكروه يصيبه في أهله وماله أو نفسه ومعيشته كالجدب والمرض وسائر المحن.
(انقلب على وجهه) أي ارتد ورجع إلى الوجه الذي كان عليه من