للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(سندع الزبانية) (١) أي الملائكة الغلاظ الشداد وهم خزنة جهنم كذا قال الزجاج، وقال الكسائي والأخفش وعيسى بن عمر: واحدهم زابن، وقال أبو عبيدة زبنية (٢) وقيل زباني بتشديد الياء، وقيل هو اسم للجمع لا واحد له من لفظه كعباديد وأبأبيل، وقال قتادة هم الشرط (٣) في كلام العرب، وأصل الزبن الدفع، والعرب تطلق هذا الإسم على من اشتد بطشه.

قرأ الجمهور سندع بالنون، ولم يرسم الواو كما في قوله (يوم يدع الداع) وقرىء سيدعى على البناء للمفعول، ورفع الزبانية على النيابة، والسين في (سندع) ليست للشك فإنه من الله واجب لأنه ينتقم لرسوله من عدوه.

وعن ابن عباس قال " كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي، فجاء أبو جهل فقال ألم أنهك عن هذا إنك لتعلم أن ما بها رجل أكثر نادياً مني، فأنزل الله هذه الآية فجاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم يصلي فقيل ما يمنعك فقال


(١) راجع تعليق هام على هذه الآية في آخر سورة المدثر.
(٢) بكسر أوله وسكون ثانيه وكسر ثالثه وتخفيف الياء من الزبن وهو الدفع أو واحدها زبني على النسب وأصله زباني بتشديد الياء فالتاء عوض عن الياء قاله البيضاوي وفي المختار واحد الزبانية زبان أو زابان أهـ.
(٣) وهم الشرطة (البوليس) في لغة العصر.

<<  <  ج: ص:  >  >>