(إنكم) يا أهل مكة (وما تعبدون من دون الله) من الأصنام والشمس والقمر وإبليس وأعوانه (حصب) أي وقود (جهنم) وحطبها، فكل ما أوقدت به النار أو هيجتها به فهو حصب، كذا قال الجوهري، وقال أبو عبيدة؛ كل ما قذفته في النار فقد حصبتها به، ومثل ذلك قوله تعالى:(فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة) وقرئ حطب جهنم بالطاء وقرئ حضب بالمعجمة. قال الفراء: ذكر لنا أن الحضب في لغة أهل اليمن الحطب، ووجه إلقاء الأصنام في النار مع كونها جمادات لا تعقل ذلك ولا تحس به التبكيت لمن عبدها وزيادة التوبيخ لهم وتضاعف الحسرة عليهم، وقيل إنها تحمى فتلصق بهم زيادة في تعذيبهم، وكذلك الشمس والقمر يكونان ثورين عقيرين في النار أيضاً، كما صح بذلك خبر أبي هريرة، أخرجه البيهقي وأصله في البخاري.
(أنتم لها واردون) الخطاب لهم ولما يعبدون تغليباً، واللام في لها للتقوية لضعف عمل اسم الفاعل. وقيل هي بمعنى على، والمراد بالورود هنا الدخول. قال كثير من أهل العلم: ولا يدخل في هذه الآية عيسى وعزير والملائكة؛ لأن (ما) لما لا يعقل، ولو أراد العموم لقال ومن تعبدون.
قال الزجاج: ولأن المخاطبين بهذه الآية مشركو مكة دون غيرهم. قال ابن عباس: لما نزلت هذه الآية قال المشركون: " فالملائكة وعيسى وعزير