للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(وقفوهم) أي احبسوهم في الموقف، يقال: وقفت الدابة أقفها وقفاً فوقفت هي وقوفاً يتعدى ولا يتعدى، وهذا الحبس لهم يكون قبل السوق إلى جهنم أي وقفوهم للحساب، ثم سوقوهم إلى النار بعد ذلك، كأن الملائكة سارعوا إلى ما أمروا به من حشرهم إلى الجحيم فأمروا بذلك.

(إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ) تعليل للجملة الأولى أي ذلك ليس للعفو عنهم، ولا ليستريحوا بتأخير العذاب في الجملة، بل ليسألوا لكن لا عن عقائدهم، وأعمالهم، كما قيل، فإن ذلك قد وقع قبل الأمر بهم إلى الجحيم، بل عما ينطق به قوله الآتي: ما لكم بطريق التهكم والتوبيخ. قال الكلبي: أي مسؤولون عن أعمالهم وأقوالهم وأفعالهم أي جميعها، وقال الضحاك: عن خطاياهم، وقيل: عن لا إله إلا الله. وقيل: عن ظلم العباد، وقال ابن عباس: احبسوهم إنهم محبوسون.

وأخرج البخاري في تاريخه والدارمي والترمذي وابن جرير والحاكم وغيرهم عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما من داع دعا إلى شيء إلا كان موقوفاً معه يوم القيامة لازماً به لا يفارقه، وإن دعا رجل رجلاً، ثم قرأ: وقفوهم إنهم مسؤولون (١) ".

وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: عن عمره فيم أفناه وعن علمه ماذا عمل به، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه وعن جسمه فيم أبلاه وفي رواية عن شبابه فيم أبلاه "، (٢) وأخرجه الترمذي.


(١) رواه ابن أبي حاتم وابن جرير والترمذي عن أنس بن مالك مرفوعاً.
(٢) صحيح الجامع ٧١٧٦/ ٧١٧٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>