(وأوحينا إلى أم موسى) أي: ألهمناها الذي صنعت بموسى، قاله ابن عباس: وليس ذلك هو الوحي الذي يوحى إلى الرسل، وقيل: كان ذلك رؤيا في منامها، وقيل: كان ذلك بملك أرسله الله يعلمها بذلك فعلى هذا هو وحي إعلام لا إلهام، وقد أجمع العلماء على أنها لم تكن نبية وإنما كان إرسال الملك إليها عند من قال به نحو تكلم الملك للأقرع والأبرص والأعمى كما في الحديث الثابت في الصحيحين وغيرهما. وقد سلمت على عمران ابن حصين الملائكة، كما في الحديث الثابت في الصحيح، فلم يكن بذلك نبياً، وكان اسمها يوحانذ، وقيل: لوخا بنت هاند بن لاوي بن يعقوب، نقله القرطبي عن الثعلبي.
(أن أرضعيه) أن هي المفسرة، لأن في الوحي معنى القول، أو بأن أرضعيه قيل: أرضعته ثمانية أشهر، وقيل: أربعة، وقيل: ثلاثة، وكانت ترضعه وهو لا يبكي ولا يتحرك في حجرها، وكان الوحي برضاعه قبل ولادتها، وقيل: بعدها، وأمرها بإرضاعه مع أنها ترضعه طبعاً ليألف لبنها فلا يقبل ثدي غيرها، بعد وقوعه في يد فرعون.
(فإذا خفت عليه) من فرعون بأن يبلغ خبره إليه فيذبحه، قال ابن عباس: أن يسمع جيرانك صوته (فألقيه في اليم) وهو بحر النيل، وقد تقدم بيان الكيفية التي ألقته في اليم عليها في سورة طه (ولا تخافي) عليه الغرق والضيعة.