(ويا قوم لا يجرمنكم شقاقي) قال الزجاج: معناه لا يكسبنكم والشقاق العداوة، وقال قتادة: لا يحملنكم فراقي، وعن السدي: لا يحملنكم عداوتي، وعن مجاهد نحوه (أن يصيبكم) مفعول ثان ليجرمنكم أي أن لا يكسبنكم معاداتكم لي أن لا يصيبكم (مثل ما أصاب قوم نوح) من الغرق (أو قوم هود) من الريح (أو قوم صالح) من الحجارة وغيرها.
(وما قوم لوط منكم ببعيد) يحتمل أن يريد ليس مكانهم ببعيد من مكانكم أو ليس زمانهم ببعيد من زمانكم أو ليسوا منكم ببعيد في السبب الموجب لعقوبتهم وهو مطلق الكفر وأفرد لفظ بعيد لمثل ما سبق، وقيل بشيء بعيد كذا قدره الزمخشري وتبعه الشيخ، وقال الزمخشري يجوز أن يستوي في بعيد وقريب وقليل وكثير بين المذكر والمؤنث لورودها على زنة المصادر التي هي كالصهيل والنهيق ونحوهما، وقال قتادة: إنما كانوا حديثي عهد قريب بهلاكهم بعد نوح وثمود.