(أليس الله بكاف عبده) قرأ الجمهور بالإفراد، وقرىء بالجمع فعلى الأولى المراد النبي صلى الله عليه وسلم، أو الجنس ويدخل فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، دخولاً أولياً وعلى الثانية المراد الأنبياء، أو المؤمنون أو الجميع، واختار أبو عبيدة الأولى لقوله عقبه:(ويخوفونك) والاستفهام للإنكار لعدم كفايته سبحانه على أبلغ وجه، كأنها بمكان من الظهور لا يتيسر لأحد أن ينكره، وقيل المراد بالعبد والعباد ما يعم المسلم والكافر قال الجرجاني: إن الله كاف عبده المؤمن وعبده الكافر، هذا بالثواب وهذا بالعقاب. وقرىء بكافي عباده بالإضافة ويكافي بصيغة المضارع.
وقوله (ويخوفونك) يجوز أن يكون في محل نصب على الحال إذ المعنى أليس كافيك حال تخويفهم إياك (بالذين من دونه) هي المعبودات التي يعبدونها، قالوا: لتكفن عن شتم آلهتنا أو ليصيبنك منهم خبل أو جنون كأن المعنى أنه كافيك في كل حال حتى في هذه الحال، ويجوز أن تكون مستأنفة (ومن يضلل الله) أي من حق عليه القضاء بضلاله حتى غفل عن كفاية الله لعبده محمد، وخوفه بما لا ينفع ولا يضر (فما له من هاد) يهديه إلى الرشد ويخلصه من الضلالة.