للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(ولا أنتم عابدون ما أعبد) أي ولا أنتم فاعلون في المستقبل ما أطلب منكم من عبادة إلهي.

قال الحافظ ابن القيم في البدائع: اشتمال هذه على النفي المحض خاصة هذه السورة العظيمة فإنها سورة براءة من الشرك كما جاء في وصفها فمقصودها الأعظم هو البراءة المطلقة بين الموحدين والمشركين، ولهذا أتى بالنفي في الجانبين تحقيقاً للبراءة المطلوبة، هذا مع أنها متضمنة للإثبات صريحاً.

فقوله (لا أعبد ما تعبدون) براءة محضة (ولا أنتم عابدون ما أعبد) إثبات أن له معبوداً يعبده وأنهم بريئون من عبادته، فتضمنت النفي والإثبات فطابقت قول إمام الحنفاء (إنني براء مما تعبدون إلا الذي فطرني) وطابقت

<<  <  ج: ص:  >  >>