(لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ) المراد بهم اليهود والنصارى، ومن للبيان (والمشركين) المراد بهم مشركو العرب، وهم عبدة الأوثان، وقرأ ابن مسعود (لم يكن المشركون وأهل الكتاب) قال ابن العربي وهي قراءة في معرض البيان لا في معرض التلاوة.
وقرأ أبيّ: فما كان الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركون، وقرأ الأعمش والنخعي والمشركون بالرفع عطفاً على الموصول.
وسمي أهل الكتاب كفاراً مع إيمانهم بكتابهم ونبيهم لأنهم عدلوا عن الطريق المستقيم في التوحيد فكفروا بذلك، فإنه قيل إن اليهود مجسمة وكذلك النصارى لقولهم بالتثليث، وهذا يقتضي كفر جميع أهل الكتاب قبل النبي صلى الله عليه وآله وسلم، والظاهر خلافه، ولذا قال الماتريدي أن (من) تبعيضية لأن منهم من آمن.
(منفكين) يقال فككت الشيء فانفك أي انفصل، والمعنى أنهم لم يكونوا مفارقين لكفرهم ولا منتهين عما هم عليه
(حتى تأتيهم) أي أتتهم (البينة) أي الحجة الواضحة وقيل الانفكاك بمعنى الانتهاء وبلوغ الغاية التي لم يكونوا يبلغون نهاية أعمارهم فيموتوا حتى تأتيهم البينة.
وقيل منفكين زائلين أي لم تكن مدتهم لتزول حتى تأتيهم البينة، يقال