(أو لا يرون) قرئ بالتحتية وبالفوقية خطاباً للمؤمنين، وقرأ الأعمش ألم يروا، وقرأ طلحة أو لا ترى خطاباً للرسول صلى الله عليه وآله وسلم والهمزة على القراءة بالياء للإنكار والتوبيخ، وعلى الخطاب للتعجيب والرؤية قلبية أو بصرية (إنهم يفتنون) يختبرون، قاله ابن جرير وغيره أو يبتليهم الله بالقحط والشدة والجوع والسنة قاله مجاهد، وقال ابن عطية: بالأمراض والأوجاع، وقال قتادة: بالغزو والجهاد مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم؛ وقال الحسن: بالعدو.
(في كل عام مرة أو مرتين) عن أبي سعيد قال: كانت لهم في كل عام كذبة. أو كذبتان قال حذيفة: فيضل بها فئام من الناس كثير، وقيل أنهم يفتضحون بإظهار نفاقهم، وقيل ينافقون ثم يؤمنون ثم ينافقون؛ وقيل ينقضون عهدهم في السنة مرة أو مرتين ويرون ما وعد الله من النصر.
(ثم لا يتوبون) بسبب ذلك من النفاق ونقض العهد ولا يرجعون إلى الله مع أن الابتلاء يقتضي الرجوع والتذكر، وثم للعطف على يرون (ولا هم يذكرون) أي لا يرون ولا ينظرون ولا يتعظون، وهذا تعجيب من الله سبحانه للمؤمنين من حال المنافقين وتصلبهم في النفاق وإهمالهم للنظر والاعتبار.
ثم ذكر الله سبحانه ما كانوا يفعلونه عند نزول السورة بعد ذكره لما كانوا يقولونه فقال: