(وما نقموا منهم) قرأ الجمهور نقموا بفتح النون، وقرىء بكسرها والفصيح الفتح في المختار نقم الأمر كرهه، وبابه ضرب ونقم من باب فهم لغة أي ما أنكروا عليهم ولا عابوا منهم (إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد) إلا أن صدقوا بالله الغالب المحمود في كل حال، قال الزجاج ما أنكروا عليهم ذنباً إلا إيمانهم، وهذا كقوله (هل تنقمون منا إلا أن آمنا بآيات ربنا) وهذا من تأكيد المدح بما يشبه الذم كما في قوله:
لا عيب فيهم سوى أن النزيل بهم ... يسلو عن الأهل والأوطان والحشم
وقول الآخر:
ولا عيب فيها غير شكلة عينها ... كذاك عتاق الطير شكلاً عيونها
وقول الآخر:
ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم ... بهن فلول من قراع الكتائب