(ما ودعك ربك) أي ما تركك، قاله ابن عباس وهذا جواب القسم أي ما قطعك قطع المودع، قرأ الجمهور بتشديد الدال من التوديع وهو توديع المفارق، وقرىء بتخفيفها من قولهم ودعه أي تركه والتوديع أبلغ من الودع لأن من ودعك مفارقاً فقد بالغ في ترك.
قال المبرد لا يكادون يقولون ودع ولا وزر لضعف الواو إذا قدمت واستغنوا عنها بترك، قال أبو عبيدة ودعك من التوديع كما يودع المفارق، وقال الزجاج لم يقطع الوحي، والتوديع مستعار استعارة تبعية للترك فإن الوداع إنما يكون بين الأحباب ومن تعز مفارقته، وهذه الحقيقة لا تتصور هنا.
(وما قلى) أي ما أبغضك، قاله ابن عباس: القلاء البغض، يقال قلاه يقليه قلأ وقال ما قلى، ولم يقل وما قلاك لموافقة رؤوس الآي.