للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(والمرسلات عرفاً) قال جمهور المفسرين هي الرياح، روي عن ابن مسعود قال إنه الريح وقيل هي الملائكة، وبه قال مقاتل وأبو صالح والكلبي، وقال أبو هريرة: هي الملائكة أرسلت بالعرف، وعن ابن مسعود مثله، وقيل هم الأنبياء.

فعلى الأول أقسم سبحانه بالرياح المرسلة لما يأمرها به كما في قوله (وأرسلنا الرياح لواقح) وقوله (ويرسل الرياح) وغير ذلك وعلى الثاني أقسم سبحانه بالملائكة المرسلة لوحيه وأمره ونهيه، وعلى الثالث أقسم برسله المرسلة إلى عباده لتبليغ شرائعه، وقيل المراد بالمرسلات السحاب لما فيها من نقمة ونعمة (١).

وإنتصاب (عرفاً) إما على أنه مفعول لأجله أي المرسلات لأجل العرف وهو ضد النكر أو على أنه حالط بمعنى متتابعة يتبع بعضها بعضاً كعرف


(١) قال ابن جرير الطبري: والصواب من القول في ذلك عندنا أن يقال: إن الله تعالى ذكره أقسم بالمرسلات عُرفاً، وقد ترسل عرفاً الملائكة، وترسل كذلك الرياح، ولا دلالة تدل على أن المعني بذلك أحد الحزبين دون الآخر، وقد عم جل ثناؤه بإقسامه بكل ما كانت صفته ما وصف، فكل من كانت صفته كذلك، فداخل في قسمه ذلك، ملكاً أو ريحاً أو رسولاً من بني آدم مرسلاً. وقال ابن كثير: والأظهر أن المرسلات: هي الرياح، كما قال تعالى: (وأرسلنا الرياح لواقح) وقال تعالى: (وهو الذي يرسل الرياح بشراً بين يدي رحمته) وهكذا العاصفات هي الرياح، يقال: عصفت الرياح: إذا هبت بتصويت، وكذا الناشرات: هي الرياح التي تنشر السحاب في آفاق السماء كما يشاء الرب عز وجل.

<<  <  ج: ص:  >  >>