(يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ) أصله المتزمل فأدغمت التاء في الزاي، والتزمل التلفف في الثوب، وفي المصباح زملته بثوبه فتزمل مثل لففته فتلفف وزملت الشيء حملته، ومنه قيل للبعير زاملة بالهاء للمبالغة لأنه يحمل متاع المسافر، قرأ الجمهور بالإدغام، وقرأ أبيّ (المتزمل) على الأصل وقرأ عكرمة بتخفيف الزاي، وهذا الخطاب للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، وقد اختلف في معناه فقال جماعة إنه كان يتزمل صلى الله عليه وآله وسلم بثيابه في أول ما جاءه جبريل بالوحي فرقاً منه حتى أنس به، وقيل المعنى يا أيها المزمل بالنبوة والملتزم للرسالة، وبهذا قال عكرمة وكان يقرأ يا أيها المزمل بتخفيف الزاي وفتح الميم المشددة اسم مفعول، وعنه أيضاًً يا أيها الذي زمل هذا الأمر أي حمله ثم فتر، وقيل المعنى يا أيها المزمل بالقرآن وقال الضحاك تزمل بثيابه لمنامه ونحوه عن قتادة، وقيل بلغه من المشركين سوء قول فتزمل في ثيابه وتدثر، فنزلت يا أيها المزمل ويا أيها المدثر.
وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما سمع صوت الملك ونظر إليه أخذته الرعدة فأتى أهله وقال زملوني دثروني، وكان خطابه صلى الله عليه وآله وسلم بهذا الخطاب في أول نزول الوحي، ثم بعد ذلك خوطب بالنبوة والرسالة، وقال ابن عباس زملت هذا الأمر فقم به، وعنه قال يتزمل بالثياب، قال السهيلي ليس المزمل من أسماء النبي صلى الله عليه وسلم كما ذهب إليه بعض الناس وعدوه في أسمائه صلى الله عليه وسلم، وإنما المزمل