(الله نزل أحسن الحديث) يعني القرآن الذي فيه مندوحة عن سائر الأحاديث، وسماه حديثاً لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحدث به قومه، ويخبرهم بما ينزل عليه منه، وفيه بيان أن أحسن القول المذكور سابقاً هو القرآن، وفي إيقاع الاسم الشريف مبتدأ؛ وبناء نزل عليه تفخيم لشأن أحسن الحديث والوصف بهذا لوجهين:
أحدهما من جهة اللفظ، لأن القرآن من أفصح الكلام وأجزله وأبلغه، وليس هو من جنس الشعر، ولا من جنس الخطب والرسائل، بل هو نوع يخالف الكل في أسلوبه، والثاني من جهة المعنى لأنه كتاب منزه عن التناقض والاختلاف، مشتمل على أخبار الماضين وقصص الأولين، وعلى أخبار الغيوب الكثيرة، وعلى الوعد والوعيد، والجنة والنار وغير ذلك.