(لقد خلقنا الإنسان في كبد) هذا جواب القسم، والإنسان هو هذا النوع الإنساني والكبد الشدة والمشقة، يقال كابدت الأمر قاسيت شدته، والإنسان لا يزال في مكابدة الدنيا ومقاساة شدائدها حتى يموت.
قال ذو النون لم يزل مربوطاً بحبل القضاء، مدعواً إلى الائتمار والانتهاء، وأصل الكبد الشدة ومنه تكبد اللبن إذا اشتد وغلظ، ويقال كبد الرجل إذا وجعت كبده ثم استعمل في كل مشقة وشدة، قال الحسن يكابد مصائب الدنيا وشدائد الآخرة وقال أيضاًً يكابد الشكر على السراء ويكابد الصبر على الضراء لا يخلو عن أحدهما.
قال الكلبي: نزلت هذه الآية في رجل من بني جمح يقال له أبو الأشدين وكان يأخذ الأديم العكاظي ويجعله تحت رجليه ويقول من أزالني عنه فله كذا فيجذبه عشرة حتى يتمزق ولا تزول قدماه، وكان من أعداء النبي صلى الله عليه وسلم وفيه نزل: