(إنا أرسلنا عليهم صيحة واحدة) قال عطاء: يريد صيحة جبريل صاح بهم في اليوم الرابع من عقر الناقة، لأنه كان في يوم الثلاثاء ونزول العذاب بهم كان في يوم السبت وقد مضى بيان هذا في سورة هود والأعراف.
(فَكَانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ) قرأ الجمهور بكسر الظاء، والهشيم حطام الشجر ويابسه، والمحتظر صاحب الحظيرة، وهو الذي يتخذ لغنمه حظيرة تمنعها عن برد الريح، يقال: إحتظر على غنمه إذا جمع الشجر ووضع بعضه فوق بعض وقال في الصحاح: المحتظر الذي يعمل الحظيرة، أي: من يابس الشجر والشوك، يحفظ الغنم من السباع والذئاب، والحظيرة زريبة الغنم ونحوها، قاله الشهاب، وقرىء بفتح الظاء أي: كهشيم الحظيرة فمن قرأ بالكسر أراد الفاعل للاحتظار، ومن قرأ بالفتح أراد الحظيرة، وهي فعيلة بمعنى مفعولة، ومعنى الآية: أنهم صاروا كالشجر إذا يبس في الحظيرة، وداسته الغنم بعد سقوطه.
وقال قتادة: هو العظام النخرة المحترقة، وقال سعيد بن جبير: هو التراب المتناثر من الحيطان في يوم ريح، وقال سفيان الثوري: هو ما يتناثر من الحظيرة إذا ضربتها بالعصى، قال ابن زيد: العرب تسمي كل شيء كان رطباً فيبس هشيماً، والمتهشم المتكسر، والمحتظر الذي يعمل الحظيرة وما يحتظر به ييبس بطول الزمان، وتتوطأه البهائم فيحتطم وينهشم، وقال ابن عباس: كحظائر من الشجر محترقة، وكالعظام المحترقة، وكالحشيش تأكله الغنم.