(قال نكروا لها عرشها) قيل: إنما أعيد ذكر القول لكون المتعلق مختلفاً لكونه أولا ثناء على الله، وثانياً متعلقاً بشأن عرشها، والتنكير التغيير، وجعل الشيء بحيث لا يعرف، ضد التعريف، ومنه نقل إلى مصطلح أهل العربية يقول: غيروا سريرها إلى حال تنكره إذا رأته، قيل: جعل أسفله أعلاه، وأعلاه أسفله، وقيل: غير بزيادة ونقصان، قاله ابن عباس.
قال الفراء وغيره: إنما أمر بتنكيره لأن الشياطين قالوا له: إن في عقلها شيئاًً فأراد أن يمتحنها، وقيل: خافت الجن أن يتزوج بها سليمان فيولد له ولد منها، فيبقون مسخرين لآل سليمان أبداً فقالوا لسليمان: إنها ضعيفة العقل، ورجلها كرجل الحمار، وقيل: أراد سليمان أن يظهر لها أن الجن مسخرون له.
(ننظر) أي نعلم قرئ بالجزم على أنه جواب الأمر وبه قرأ الجمهور، وقرئ بالرفع على الاستئناف، قال ابن عباس: لننظر إلى عقلها فوجدت ثابتة العقل (أتهتدي)؟ إلى معرفته أو إلى الإيمان بالله (أم تكون من الذين لا يهتدون) إلى ذلك.