أي حضور العرش وثبوته من غير تحرك وتقلقل (من فضل ربي) وإحسانه.
(ليبلوني) أي ليختبرني، وقيل: ليتعبدني وهو مجاز، والأصل في الابتلاء: الاختبار (أأشكر)؟ الله بذلك واعترف بأنه من فضله من غير حول مني ولا قوة، وأقوم بحقه (أم أكفر)؟ بترك الشكر وعدم القيام به، أو بأن أثبت لنفسي فعلاً وتصرفاً في ذلك، وقال الأخفش: المعنى لينظر أشكر أم أكفر.
(ومن شكر فإنما يشكر لنفسه) لأنه استحق بالشكر تمام النعمة ودوامها، فإن الشكر قيد النعمة الموجودة وصيد النعمة المفقودة، والمعنى أنه لا يرجع نفع ذلك وثوابه إلا إلى الشاكر.
(ومن كفر) النعمة بترك الشكر (فإن ربي غني) عن شكره (كريم) في ترك المعاجلة بالعقوبة بنزع نعمه عنه وسلبه ما أعطاه منها.