(والليل إذا يسر) قرأ الجمهور يسر بحذف الياء وصلاً ووقفاً اتباعاً لرسم المصحف، وقرأ نافع وأبو عمرو بحذفها في الوقف وإثباتها في الوصل، وقرأ ابن كثير وابن محيصن ويعقوب بإثباتها فيهما، قال الخليل تسقط الياء منها موافقة لرؤوس الآي، قال الزجاج والحذف أحب إليّ لأنها فاصلة والفواصل تحذف منها الياآت، قال الفراء قد تحذف العرب الياء وتكتفي بكسر ما قبلها.
قال المؤرج سألت الأخفش عن العلة في إسقاط الياء من (يسري) فقال لا أجيبك حتى تبيت على باب داري سنة فبت على باب داره سنة فقال الليل لا يسري وإنما يسرى فيه فهو مصروف عن جهته وكل ما صرفته عن جهته بخسته من إعرابه، ألا ترى إلى قوله (وما كانت أمك بغياً) ولم يقل بغية لأنه صرفها عن باغية.
وفي كلام الأخفش هذا نظر فإن صرف الشيء عن معناه بسبب من الأسباب لا يستلزم صرف لفظه عن بعض ما يستحقه، ولو صح ذلك للزم في كل المجازات العقلية واللفظية، واللازم باطل فالملزوم مثله، والأصل هنا