(إذ قال ربك للملائكة)، والمعنى ما يوحى إليّ إلا أنني نذير أبين لكم ما تأتون من الفرائض والسنن وما تدعون من الحرام والمعصية، قاله الفراء وقال: كأنك قلت ما أوحى إليّ إلا الإنذار قرأ الجمهور بفتح همزة أنما على أنها وما في حيزها في محل رفع، لقيامها مقام الفاعل أي ما يوحى إليّ إلا الإنذار، أو إلا كوني نذيراً مبيناً، أو في محل نصب أوحى بعد إسقاط لام العلة، والقائم مقام الفاعل على هذا الجار والمجرور، وقرأ أبو جعفر بكسر الهمزة لأن في الوحي معنى القول وهي القائمة مقام الفاعل على سبيل الحكاية كأنه قيل ما يوحي إليّ هذه الجملة المتضمنة لهذا الإخبار وهو أن أقول لكم إنما أنا نذير مبين والقصر هنا إضافي أي لا ساحر ولا كذاب كما زعمتم، وخصه بالذكر لأن الكلام مع المشركين وحاله معهم مقصور على الإنذار ولما ذكر سبحانه خصومة الملائكة إجمالاً فيما تقدم ذكر ههنا تفصيلاًْ فقال: