(ولقد خلقنا فوقكم سبع طرائق) اللام جواب قسم محذوف، والجملة مبتدأة مشتملة على بيان خلق ما يحتاجون إليه، بعد بيان خلق أنفسهم، والمراد بالفوق جهة العلو من غير اعتبار فوقية لهم، لأن تلك النسبة إنما تعرض لهم بعد خلقهم، ووقت خلق السماوات لم نكن مخلوقين، ولم تكن هي فوقنا، بل خلقنا بعد، قاله الحفناوي.
والطرائق هي السماوات، قال الخليل والفراء والزجاج: سميت طرائق لأنها طورق بعضها فوق بعض، كمطارقة المنعل، وكل ما فوقه مثله، فهو طريقه، قاله البيضاوي، قال أبو عبيدة: طارقت الشيء جعلت بعضه فوق بعض، والعرب تسمي كل شيء فوق شيء طريقة، وقيل لأنها طرائق الملائكة في العروج والهبوط والطيران، قاله الرازي، وقيل لأنها طرائق الكواكب ومتقلباتها.
(وما كنا عن الخلق غافلين) المراد بالخلق هنا المخلوق أي: وما كنا عن هذه السبع الطرائق وحفظها عن أن تقع على الأرض بغافلين، وقال أكثر المفسرين: المراد الخلق كلهم بل حفظنا السماوات عن أن تسقط وحفظنا من في الأرض أن تسقط السماء عليهم فتهلكهم أو تميد بهم الأرض أو يهلكون بسبب من الأسباب المستأصلة لهم، ويجوز أن يراد نفي الغفلة عن القيام بمصالحهم وما يعيشهم ونفي الغفلة عن ضظهم وعن أعمالهم وأقوالهم.