(وفديناه بذبح عظيم) الذبح اسم المذبوح، وجمعه ذبوح كالطحن اسم للمطحون، وبالفتح المصدر، ومعنى عظيم عظيم القدر، ولم يرد عظيم الجثة وإنما عظم قدره لأنه فدى به الذبيح أو لأنه متقبل، قال النحاس: العظيم في اللغة يكون للكبير وللشريف، وأهل التفسير على أنه ههنا للشريف، أي المتقبل، قال الواحدي: قال أكثر المفسرين ومنهم ابن عباس: " أنزل عليه كبش قد رعى في الجنة أربعين خريفاً "، وقال الحسن ما فدي إلا بتيس من الأروى أهبط عليه من ثبير فذبحه إبراهيم فداء عن ابنه، قال الزجاج: قد قيل إنه فدي بوعل والوعل التيس الجبلي، ومعنى الآية جعلنا الذبح فداء له وخلصناه به من الذبح، قال ابن عباس: بكبش عظيم متقبل، قيل: قد بقي قرناه معلقين على الكعبة إلى أن احترق البيت في زمن ابن الزبير، قال الشعبي: رأيت قرني الكبش منوطين بالكعبة.
وقال ابن عباس: والذي نفسي بيده لقد كان أول الإسلام وإن رأس الكبش لمعلق بقرنيه في ميزاب الكعبة وقد يبس. انتهى. ومن المعلوم المقرر أن كل ما هو من الجنة لا تؤثر فيه النار فلم يطبخ لحم الكبش بل أكلته السباع والطيور تأمل.
قال أبو السعود: لما ذبحه السيد إبراهيم قال جبريل: الله أكبر الله أكبر الله أكبر فقال الذبيح: لا إله إلا الله والله أكبر، فقال إبراهيم: الله أكبر ولله الحمد، فبقي هذا سنة انتهى. عن ابن عباس: " أن رجلاً قال: نذرت لأذبح نفسي فقال ابن عباس: (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة) ثم