(فإنك لا تسمع الموتى) أي موتى القلوب إذا دعوتهم، فكذا هؤلاء لعدم فهمهم للحقائق، ومعرفتهم للصواب (ولا تسمع الصم الدعاء) إذا دعوتهم إلى الحق ووعظتهم بمواعظ الله، وذكرتهم الآخرة وما فيها (إذا ولوا مدبرين) بيان لإعراضهم عن الحق بعد بيان كونهم كالأموات وكونهم صم الآذان.
وقد تقدم تفسير هذا في سورة النمل، فإن قلت: الأصم لا يسمع مقبلاً أو مدبراً؛ فما فائدة هذا التخصيص؟ قلت: هو إذا كان مقبلاً يفهم بالرمز والإشارة، فإذا ولى لا يسمع ولا يفهم بالإشارة عن ابن عباس قال: نزلت هذه الآية في دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - لأهل بدر، والإسناد ضعيف.
والمشهور في الصحيحين وغيرهما أن عائشة استدلت بهذه الآية على رد رواية من روى من الصحابة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نادى أهل قليب بدر، وهو من الاستدلال بالعام على رد الخاص، فقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لما قيل له إنك تنادي أجساداً بالية: ما أنتم بأسمع لما أقول منهم.