أحدها: أن امرأة أتت إلى نبهان التمار تشتري منه تمراً فضمها، وقبلها، ثم ندم، فأتى النبي فذكر ذلك، فنزلت هذه الآية، رواه عطاء عن ابن عباس. أخرجه الإمام أحمد في " المسند " وابن ماجه عن ابن عمر، ونقل السُّدِّي عن " زوائد البوصيري " قال: إسناده صحيح، ورجاله ثقات. وذكره المنذري في " الترغيب والترهيب " وقال: رواه ابن ماجه، ورواته محتج بهم في الصحيح. والثاني: أن أنصارياً وثقفياً آخى النبي - صلى الله عليه وسلم - بينهما، فخرج الثقفي مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في بعض مغازيه، فكان الأنصاري يتعهد أهل الثقفي، فجاء ذات يوم فأبصر المرأة قد اغتسلت وهي شعرها، فدخل ولم يستأذن؛ فذهب ليلثمها فوضعت كفها على وجهها، فقبله ثم ندم، فأبر راجعاً، فقالت: سبحان الله خنت أمانتك، وعصيت ربك، ولم تصب حاجتك، قال: فخرج يسيح في الجبال، ويتوب إلى الله من ذنبه. فلما قدم الثقفي أخبرته المرأة بفعله، فخرج يطلبه حتى دل عليه، فندم على صنيعه فوافقه ساجداً يقول: ذنبي ذنبي، قد خنت أخي. فقال له: يا فلان انطلق إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاسأله عن ذنبك، لعل الله أن يجعل لك منه مخرجاً، فرجع إلى المدينة، فنزلت هذه الآية بتوبته، رواه أبو صالح، عن ابن عباس. وذكره مقاتل. والثالث: أن المسلمين قالوا للنبي - صلى الله عليه وسلم -: بنو إسرائيل أكرم على الله منا! كان أحدهم إذا أذنب، أصبحت كفارة ذنوبه مكتوبة في عتبة بابه، فنزلت هذه الآية، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: " ألا أخبركم بخير من ذلك " فقرأ هذه الآية، والتي قبلها، هذا قول عطاء ".