(فجاءته إحداهما) في الكلام حذف يدل عليه السياق، قال الزجاج: تقديره فذهبتا إلى أبيهما سريعتين، وكانت عادتهما الإبطاء في السقي، فحدثتاه بما كان من الرجل الذي سقى لهما، فأمر الكبرى من بنتيه وهي صفورا، وقيل: صفراء وقيل: أمر الصغرى، وهي ليا وقيل: صفيراء أن تدعوه له فجاءته، وذهب أكثر المفسرين إليه أنهما ابنتا شعيب، وقيل: هما ابنتا أخي شعيب كان قد مات، والأول أرجح وهو ظاهر القرآن.
(تمشي) كائنة (على استحياء) حالتي المشي والمجيء لا عند المجيء فقط وهذا دليل كمال إيمانها، وشرف عنصرها، لأنها كانت تدعوه إلى ضيافتها ولم تعلم أيجيبها أم لا؟ فأتته مستحيية. قال عمر بن الخطاب: جاءت مستترة بكم درعها على وجهها من الحياء، والحياء والاستحياء بالمد الحشمة والانقباض والانزواء، ويتعدى بنفسه وبالحرف، يقال: استحييته واستحييت منه.
(قالت إن أبي يدعوك) مستأنفة جواب سؤال مقدر، كأنه قيل: ماذا قالت