(إنا كل شيء خلقناه بقدر) أي: كل شيء من الأشياء خلقه الله سبحانه متلبساً بقدر قدره، وقضاء قضاه، سبق في علمه مكتوب في اللوح المحفوظ قبل وقوعه، والقدر التقدير، والعامة على نصب كل بالاشتغال، وقرىء بالرفع وقد رجح الناس النصب بل أوجبه بعضهم، قال: لأن الرفع يوهم ما لا يجوز على قواعد أهل السنة، وقال أبو البقاء: وإنما كان النصب أولى لدلالته على عموم الخلق، والرفع لا يدل على عمومه. بل يفيد أن كل شيء مخلوق فهو بقدر، وإنما دل نصب كل على العموم، لأن التقدير: إنا خلقنا كل شيء بقدر، فخلقناه تأكيد، وتفسير لخلقنا المضمر الناصب لكل شيء فهذا لفظ عام يعم جميع المخلوقات، وللسمين هنا كلام مبسوط لا نطول بذكره.
أخرج مسلم:
عن " ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كل شيء بقدر حتى العجز والكيس "، وعن " عبد الله بن عمرو بن العاص قال: