(وما خلق الذكر والأنثى)(ما) هنا الموصولة أي والذي خلقهما وعبر عن من بما للدلالة على الوصفية ولقصد التفخيم أي والقادر العظيم الذي خلق صنفي الذكر والأنثى، قال الحسن والكلبي معناه الذي خلق الذكر والأنثى، فيكون قد أقسم بنفسه الكريمة، قال أبو عبيدة وما خلق أي ومن خلق.
وقال مقاتل يعني وخلق الذكر والأنثى فتكون (ما) على هذا مصدرية قال الكلبي ومقاتل يعني آدم وحواء والظاهر العموم.
قرأ الجمهور (وما خلق الذكر والأنثى) وقرأ ابن مسعود (والذكر والأنثى) بدون ما خلق، قال المحلي والخنثى المشكل عندنا ذكر أو أنثى عند الله تعالى فيحنث بتكليمه من حلف لا يكلم ذكراً ولا أنثى انتهى، وعبارة الخطيب الخنثى وإن أشكل أمره عندنا فهو عند الله غير مشكل معلوم بالمذكورة أو الأنوثة انتهت، وقال الكرخي يحنث بتكليمه لأن الله تعالى لم يخلق من ذوي الأرواح من ليس ذكراً ولا أنثى، والخنثى إنما هو مشكل بالنسبة إلينا، خلافاً لأبي الفضل الهمداني فيما حكاه وجهاً أنه نوع ثالث، ويدفعه قوله (يهب لمن يشاء إناثاً ويهب لمن يشاء الذكور) ونحو ذلك قاله الأسنوي.