وقيل: كاتبه، وكان من أولياء الله تظهر الخوارق على يديه كثيراً، وقيل كان يعلم اسم الله الأعظم الذي إذا سئل به أعطى، وإذا دعي به أجاب، قاله ابن عطية.
وقالت فرقة: هو سليمان نفسه، ويكون الخطاب على هذا للعفريت كأن سليمان استبطأ ما قاله العفريت، فقال له هذه المقالة تحقيراً له، وقيل هو جبريل، وقيل: ملك آخر. وقيل: الخضر، وقد قيل غير ذلك مما لا أصل له والأول أولى.
(أنا آتيك به) أي بالعرش، وقال مجاهد في قراءة ابن مسعود: أنا انظر في كتاب ربي الخ ثم آتيك به (قبل أن يرتد إليك طرفك) إذا نظرت به إلى شيء ما، والمراد بالطرف تحريك الأجفان وفتحها للنظر، وارتداده انضمامها، ولكونه أمراً طبيعياً غير منوط بالقصد آثر الارتداد على الرد، وفي القاموس إن الطرف كما يطلق أعلى نظر العين يطلق على العين نفسها، وقيل: هو بمعنى المطروف، أي الشيء الذي ينظره، وقيل: هو نفس الجفن عبر به عن سرعة الأمر كما تقول لصاحبك افعل ذلك في لحظة، قاله مجاهد.
وقال سعيد بن جبير: أنه قال لسليمان: انظر إلى السماء فما طرف حتى جاء به فوضعه بين يديه، والمعنى حتى يعود إليك طرفك بعد مده إلى السماء، والأول أولى هذه الأقوال، ثم الثالث.
قال ابن عباس: لم يجر عرش صاحبة سبأ بين الأرض والسماء، ولكن انشقت به الأرض فجرى تحت الأرض حتى ظهر بين يدي سليمان، وقال مجاهد: لما تكلم العالم بكلام دخل العرش في نفق تحت الأرض حتى خرج إليهم.
(فلما رآه مستقراً عنده) قيل: في الآية حذف، والتقدير فأذن له سليمان فدعا الله فأتى به، فلما رأى سليمان العرش حاضراً لديه (قال هذا)