كذلك، وقال النسفي: الأمي منسوب إلى أمة العرب لأنهم كانوا لا يكتبون ولا يقرأون من بين الأمم، وقيل: بدأت الكتابة بالطائف وهم أخذوها من أهل الحيرة، وأهل الحيرة من أهل الأنبار انتهى.
و" عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب " أخرجه البخاري ومسلم وغيرهما.
(رسولاً منهم) أي من أنفسهم ومن جنسهم ومن جملتهم، كما قوله:(لقد جاءكم رسول من أنفسكم) وما كان حي من أحياء العرب إلا ولرسول الله صلى الله عليه وسلم، فيهم قرابة، وقد والوه، ووجه الامتنان بكونه منهم أن ذلك أقرب إلى الموافقة لأن الجنس أميل إلى جنسه وأقرب إليه، وقيل: أمياً مثلهم وإنما كان أمياً لأن نعته في كتب الأنبياء النبي الأمي وكونه بهذه الصفة أبعد من توهم الاستعانة بالكتابة على ما أتى به من الوحي، والحكمة، ولكون حاله مشاكلة لحال أمته الذين بعث فيهم، وذلك أقرب إلى صدقه، والاقتصار هنا في المبعوث إليهم على الأميين لا ينافي أنه مرسل إلى غيرهم لأن ذلك مستفاد من دليل آخر كقوله:(وما أرسلناك إلا كافة للناس).
(يتلو عليهم آياته) يعني القرآن مع كونه أمياً لا يقرأ ولا يكتب. ولا تعلم ذلك من أحد والجملة حال أو نعت لـ (رسولاً) وكذا قوله: (ويزكيهم) أي يطهرهم من دنس الكفر والذنوب قاله ابن جريج ومقاتل، وقيل: من الشرك وخبائث الجاهلية، وقال السدي: يأخذ زكاة أموالهم، وقيل: يجعلهم أزكياء القلوب بالإيمان، وقال الكرخي: يحملهم على ما يصيرون به أزكياء من حيث العقائد.
(ويعلمهم الكتاب والحكمة) الجملة صفة ثالثة لـ (رسولاً)، والمراد