يلقون إلى أممهم ما أنزل الله عليهم، قاله قطرب، قال ابن عباس: فالملقيات ذكراً قال بالتنزيل.
قرأ الجمهور ملقيات بسكون اللام وتخفيف القاف إسم فاعل.
وقرأ ابن عباس بفتح اللام وتشديد القاف من التلقية وهي إيصال الكلام إلى المخاطب.
أقسم سبحانه بصفات خمسة موصوفها محذوف فجعله بعضهم الرياح في الكل، وبعضهم جعله الملائكة في الكل، وبعضهم غاير فجعله تارة الرياح وتارة الملائكة، وجعل الجلال المحلي الصفات الثلاث الأول لموصوف واحد وهو الرياح، وجعل الرابعة لموصوف ثان وهو الآيات وجعل الخامسة لموصوف ثالث وهو الملائكة، ولم يسلك هذه الطريق غيره من المفسرين.
وعبارة النهر: ولما كان للمقسم به موصوفات قد حذفت وأقيمت صفاتها مقامها وقع الخلاف في تلك الموصوفات، والذي يظهر أن المقسم به شيئان، ولذلك جاء العطف بالواو في (والناشرات) والعطف بالواو يشعر بالتغاير، وأما العطف بالفاء إذا كان في الصفات فيدل على أنها راجعة لموصوف واحد:
وإذا تقرر هذا فالظاهر أنه أقسم أولاً بالرياح ويدل عليه عطف الصفة بالفاء، والقسم الثاني فيه ترق إلى أشرف من المقسم به الأول وهم الملائكة، ويكون قوله (فالفارقات، فالملقيات) من صفاتهم وإلقاؤهم للذكر وهو ما أنزل الله تعالى صحيح إسناده إليهم.
وما ذكر من اختلاف المفسرين في المراد بهذه الأوصاف ينبغي أن يحمل على التمثيل لا على التعيين، والراجح أن الأوصاف الثلاثة الأول للرياح، والرابع والخامس للملائكة، وهو الذي اختاره الزجاج والقاضي وغيرهما.