فيدخل في ذلك المحرقون في الأخدود بسبب إيمانهم دخولاً أولياً، والمعنى أن الجامعين بين الإيمان وعمل الصالحات (لهم) بسبب الإيمان والعمل الصالح (جنات تجري من تحتها) أي تحت أسرتها وغرفها وجميع أماكنها (الأنهار) يتلذذون ببردها في نظير ذلك الحر الذي صبروا عليه في الدنيا.
وقد تقدم كيفية جري الأنهار من تحت الجنات في غير موضع، وأوضحنا أنه إن أريد بالجنات الأشجار فجري الأنهار من تحتها واضح وإن أريد بها الأرض المشتملة عليها فالتحتية باعتبار جزئها الظاهر وهو الشجر لأنها ساترة لساحتها وأرضها.
(ذلك) أي ما تقدم ذكره مما أعده الله لهم (الفوز الكبير) الذي لا يعدله فوز ولا يقاربه ولا يدانيه، والفوز الظفر بالمطلوب، وما في " ذلك " من معنى البعد للإيذان بعلو درجته في الفضل والشرف.