لعمل أهل السعادة، وأما من كان من أهل الشقاء فييسر لعمل أهل الشقاء ثم قرأ فأما من أعطى، إلى قوله، للعسرى ".
وأخرج أحمد ومسلم وغيرهما عن جابر بن عبد الله أن سراقة بن مالك قال " يا رسول الله في أي شيء يعمل، أفي شيء ثبتت فيه المقادير وجرت به الأقلام أم في شيء يستقبل فيه العمل، قال بل في شيء ثبتت فيه المقادير، وجرت فيه الأقلام، قال سراقة: ففيم العمل إذن يا رسول الله؟ قال اعملوا فكل ميسر لما خلق له، وقرأ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هذه الآية فأما من أعطى، إلى آخرها ".
وقد تقدم حديث عمران بن حصين في السورة التي قبل هذه، وفي الباب أحاديث من طريق جماعة من الصحابة قال الفراء: لقائل أن يقول كيف قال ذلك وهل في العسرى تيسير؟ انتهى.
وإيضاح الجواب عن هذا ما ورد في الحديث " اعملوا فكل ميسر لما خلق له " أي عليكم بشأن العبودية وما خلقتم لأجله وأمرتم به، وكلوا أمور الربوبية الغيبية إلى صاحبها فلا عليكم بشأنها، ونظيره الرزق المقسوم مع الأمر بالكسب، والأجل المضروب في العمر مع المعالجة بالطب، فإنك تجد المغيب فيهما علة موجبة، والظاهر البادي سبباً مخيلاً وقد اصطلح الناس خاصتهم وعامتهم أن الظاهر فيهما لا يترك بسبب الباطن، قاله الكرخي.