كان شقياً في علم الله جل ثناؤه، وقال أيضاًً لم يكن كذب برد ظاهر، ولكنه قصر عما أمر به من الطاعة فجعل تكذيباً كما تقول لقي فلان العدو فكذب، إذا نكل ورجع عن إتباعه.
قال الزجاج: هذه الآية هي التي من أجلها قال أهل الإرجاء بالإرجاء فزعموا أنه لا يدخل النار إلا كافر.
ولأهل النار منازل فمنها أن المنافقين في الدرك الأسفل من النار، والله سبحانه كلما وعد عليه بجنس من العذاب فجدير أن يعذب به، وقد قال الله (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء) فلو كان من لم يشرك لم يعذب لم يكن في قوله (ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء) فائدة.
وقال في الكشاف الآية واردة في الموازنة بين حالتي عظيم من المشركين وعظيم من المؤمنين فأريد أن يبالغ في صفتهما المتناقضتين فقيل الأشقى وجعل مختصاً بالصلي كأن النار لم تخلق إلا له، وقيل الأتقى وجعل مختصاً بالنجاة كأن الجنة لم تخلق إلا له.
وقيل المراد بالأشقى أبو جهل أو أمية بن خلف، وبالأتقى أبو بكر الصديق.
قال المحلي وهذا الحصر مؤول لقوله تعالى (ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء) فيكون المراد الصلي المؤبد انتهى أي مصروف عن ظاهره فلا يرد الفاسق لأنه إما أن لا يدخلها إن عفي عنه أو يدخلها ويخلص منها، فالمعنى لا يدخلها دخولاً مؤبداً إلا الكافر الذي هو شقي لأنه كذب النبي.
والأولى أن يقال مؤول بحمل الصلي على التأبيد والخلود.
وعن أبي هريرة قال " لتدخلن الجنة إلا من يأبى قالوا ومن يأبى أن يدخل الجنة فقرأ (الذي كذب وتولى) " أخرجه ابن جرير.
وعن أبي أمامة " لا يبقى أحد من هذه الأمة إلا أدخله الجنة إلا من